أشرف العيد ربيقة، وزير المجاهدين وذوي الحقوق، على ندوة علمية وتاريخية بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورة نوفمبر 1954 المجيدة. في كلمته، التي ألقاها أمام جمع من الحضور، تطرق الوزير إلى دلالات هذه الذكرى العظيمة، مؤكداً على أهمية استحضار قيم الوفاء والتضحية التي سطرها شهداء الجزائر في سبيل الحرية والاستقلال.
وأشار الوزير إلى أن الجزائر، وهي تحتفل بمرور سبعين عاماً على بداية ثورتها التحريرية، تستحضر في هذه المناسبة الجليلة روح الوفاء لرسالة الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن الأرض والشرف. وأضاف أن الفاتح من نوفمبر 1954، الذي شهد انطلاق الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، كان نقطة فارقة في تاريخ البشرية، حيث أطلق أعظم ثورة تحررية أثرت في مسار التاريخ، ولا تزال تُلهم الأحرار في العالم.
وقال الوزير: "لقد كان الفاتح من نوفمبر 1954 حدثًا مفجرا لأعظم ثورة في التاريخ، لازالت تثير فينا النخوة والشهامة، لترسخ من خلالها المعاني العميقة التي يحملها هذا اليوم في فؤادنا وضمائرنا، بما يعطي معنى لوجودنا ولأعمالنا في كنف الوفاء للمبادئ والقيم التي سطرتها ثورة نوفمبر."
وفي سياق حديثه عن تاريخ الجزائر، استعرض الوزير مراحل الكفاح الوطني منذ بداية الاحتلال الفرنسي في 1830، حيث قال إن الجزائر بدأت مشوارها التحريري منذ أن ارتقى أول شهيد في معركة سطاوالي، ليكتمل النضال بتضحيات عظيمة مهدت الطريق لاسترجاع السيادة في عام 1962.
كما أشار إلى أن الجزائر، التي تحقق تقدمًا في جميع المجالات، تسير اليوم على درب ثورة نوفمبر، وهي تتطلع نحو المستقبل بعزيمة لا تلين، مستلهمة الدروس من نضال الأجداد. كما نوّه الوزير بالدور البارز الذي تلعبه القيادة الوطنية تحت رئاسة الرئيس عبد المجيد تبون في الدفع بعجلة التنمية والازدهار، مع التركيز على تعزيز الجهود في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وأكد العيد ربيقة على أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية كأولوية حيوية، مشددًا على ضرورة نقل القيم الأصيلة للأمة الجزائرية من جيل إلى جيل. وفي هذا الصدد، أشار إلى التعاون المثمر بين وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ووزارة البريد والمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث قامت الأخيرة بإحياء الذكرى من خلال مشاريع فنية وتقنية تبرز رمزية الطوابع البريدية ودورها في تجسيد الذاكرة الوطنية وتخليد تضحيات الشهداء.