أكد وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، في تصريحات صحفية حديثة، على أهمية اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة الفساد في قطاعات الاستيراد وتنظيم التجارة الخارجية، مشيرًا إلى أن ملف استيراد القهوة يعد "آخر قلاع الفساد" في تحويل العملة الصعبة. وأوضح الوزير أن الحكومة تسعى بجدية إلى تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على مواجهة تحديات السوق الدولية، مع الحفاظ على مبدأ الشفافية في عمليات الاستيراد.
وفي هذا السياق، كشف الوزير أن الجزائر تمكنت من تقليص فاتورة الاستيراد بحوالي 20 مليار دولار خلال العهدة الأولى، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جاءت نتيجة للجهود المبذولة في تقليص الاعتماد على الواردات غير الضرورية. وأكد الطيب زيتوني: "نحن مستمرون في تنظيم التجارة الخارجية بكل حزم، وإذا استدعى الأمر تخصيص 42 مليار دولار لاستيراد المواد الأساسية لتلبية احتياجات المواطن، فسنواصل ذلك".
وفيما يخص ملف القهوة، أشار الوزير إلى أن الجزائر قد انتهت من تنظيم استيراد بعض المواد الأساسية مثل العدس والحليب، والآن حان الوقت لضبط سوق القهوة التي تُستورد بمبلغ 701 مليون دولار سنويًا. وأضاف: "سنستمر في دمج مؤسسات عمومية مثل "أغروديف" في عمليات استيراد القهوة، لضمان تنويع الموردين وتقليل احتكار الفئة نفسها للقطاع".
وفي حديثه عن الوضع في سوق القهوة، أكد الوزير أن القهوة كانت تُسوق بشكل كبير في الإعلانات التجارية عبر القنوات الإعلامية، إلا أن المفاجأة كانت في ندرتها في الأسواق، حيث يتم بيعها "تحت الطاولة" في ممارسات تجارية غير قانونية، وهو ما يتطلب تدخلًا عاجلًا لضمان توفير المادة بأسعار مناسبة وفي الأسواق المفتوحة.
تعزيز الإنتاج المحلي وتطوير الصادرات
وفي إطار زيارته لافتتاح المعرض الجهوي للإنتاج والتصدير، أكد وزير التجارة أن مثل هذه التظاهرات الاقتصادية تشكل فرصة كبيرة لتسليط الضوء على القدرات الإنتاجية لمختلف الولايات، مما يسهم في رسم خارطة للقطاعات الاقتصادية المتخصصة على المستوى الوطني. وقال الوزير: "هذه المعارض تساعد في إبراز التخصصات الإقليمية وتمركز القطاعات الإنتاجية، مما يساهم في تطوير الاقتصاد الوطني."
كما أشار الوزير إلى أن الصالون يمثل فرصة ثمينة لعرض التنوع الكبير الذي تزخر به الجزائر من منتجات محلية، معتبراً أن كل منطقة من مناطق الجزائر تمتلك ميزات خاصة في مجال الإنتاج. وأكد: "هذه المعارض تتيح لنا استعراض هذه الميزات والعمل على تطويرها بما يخدم النمو الاقتصادي للبلاد."
وفي إطار تطوير قطاع الإنتاج المحلي، أعلن الوزير عن إطلاق المرحلة الثانية من عملية الإحصاء الاقتصادي، والتي ستتركز على تقييم شامل لقدرات الإنتاج المحلية. وقال زيتوني: "هذه المرحلة ستساعدنا على بناء قاعدة بيانات دقيقة حول الإنتاج الوطني، وهو ما سيتيح لنا اتخاذ قرارات استراتيجية لتطوير القطاعات الإنتاجية وتوجيه الاستثمارات بشكل أفضل."
استقلال غذائي: خطوة نحو تعزيز الاقتصاد الوطني
وأشاد الطيب زيتوني بما حققته الجزائر في مجال الاكتفاء الذاتي في المواد الغذائية، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعد علامة فارقة في تعزيز الاستقلال الاقتصادي للبلاد. وأضاف: "لقد حققنا خطوة هامة نحو الاستقلال من خلال الاكتفاء الذاتي في مجال المواد الغذائية، وهو ما يعكس قوة واستدامة الإنتاج الوطني وقدرته على تلبية احتياجات السوق المحلية."
وفي ختام تصريحاته، شدد وزير التجارة على أن الجزائر ماضية في تنظيم التجارة الخارجية وضبط أسواقها، مع السعي المستمر لتحقيق مزيد من الاكتفاء الذاتي، بما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني ويسهم في تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المحلية على الساحة الدولية.